النظام الأثيبي يستخدم رموز إسلامية مشبوهة لتمرير سياساته العدوانية في الداخل والخارج


إن رجال الدولة الحبشية  من قومية تجري الحاكمة  بقيادة ملس زناوي الذين  داسوا بأقدامهم جميمع أشكال المعارضة السياسية بما في ذلك المعارضة الشكلية الموالية للغرب الذي يحمي نظامهم  التعسفي  لمواصلة الأنفراد بالحكم  لأجل غيرمحدود كمااتضح  فيما سمي بالأنتخابات أخيرا، مازالوا يسستخدمون بصفة مستمرةوجوها مشبوهة  من الشعوب المقهورة  لتفويت سياساتهم العدوانية في الداخل  والخارج.  وكما نعلم هم لا يتترددون  من التلاعب الدعائي بأفكارمختلفة  وخاصة توجهات العولمة الراسمالية  ،  وفي نفس الوقت يستغلون علاقتهم مع الصين للضغط على الدول الغربية وإبتزازها بشكل مكشوف للمساومة معها في عدد من القضايا التي تهمهم. كل ذلك لا يمنعهم ايضا من إستخدام ا لأفكار التي كانت تتحكم على الحياة في القرون الوسطى عندما كانت تستغل العواطف الدينية بشكل فظيع . وبماأن الأوساط الغربية الحاكمة اليوم نفسها تتبنى  أغلب هذه الأساليب  في وقت توجه فيها التهمة بالتطرف للإسلاميين لتبرير سياساتها العدوانية  لابد لنا نحن أبناء الشعوب المقهورة في اثيوبيا أن نتتبع  بجدية حقييقية تطورات  الأحداث  ونفهم  مغزى هذه السياسة والعواقب الوخيمة المترتبة عليها وخاصة  بعد ان أصبح القرن الأفريقي بمجمله محمية إستعمارية بشكل جديد لم يسبق له مثيل. من الواجب ان نقر بقوة النظام الحبشي ومن وراءه  في الوقت الحاضر. ولكن من الضوررة  في نفس الوقت أن نفهم أسباب الضعف في شعوبنا وأن نعرف مدى مسؤوليتا في الكوارث التي تعرضنا لها في السابق ولا نزال نتعرض لها. ولم يكن من البداية بإمكان الأحباش السيطرة على شعوبنا وأراضينا بمساعدات الأستعمار وحدها دون إستغلال نقاط الضعف المعروفة فينا.  ومن العيب كل العيب أن نتغاضى عن تقصيراتنا ونلوم هذا أو ذاك من سوانا دون أن نرى الفساد والأنحطاط  في داخلنا الذي أدى بنا إلى  غلبة اليأس على الأمل وطغيان التشاؤم على التفاؤل وسيادة الأحقاد السقيمة  في نفوسنا مما شتت الصفوف وسبب فقدان الثقة وضعف الأيمان وإيثار المصلحة الخاصة  على مصالح الشعوب وإنعدام روح الإخلاص وانكار الذات.

وهكذا نرى أعدادا كبيرة من أبناء الشعوب المقهورة داخل إثيوبيا وخارجها يحسنون خدمة النظام الحبشي مقابل فتات لا تسمن ولا تغني من جوع . وفي حملته ضد مصر في النزاع حول النيل نرى  النظام الأثيوبي يستخدم عناصر إسلامية مأجورة  كما شاهدنا في المظاهرة الأخيرة في وشنطون. هذاالنظام الذي وقع نفسه في التسعينيات على إتفاقية حول إستخدام مياه النيل عاد ليثير القضية مرة أخرى لأسباب سياسية داخلية لصرف الأنظارعن صعوباته  المزمنة.

إضافة الى  ذلك نرى  كيف يستخدم النظام عددا من الأفراد والفئات الأسلامية  وخاصة تلك التي تدعي الأنتماء إلى أهل السنة والجماعة بهدف التضليل السياسي. وبعد ان فشل النظام الأثيوبي في فرض حكومة عبد الله يوسف و شيخ شريف العميلة على الشعب الصومالي الشقيق  إضطر مؤخرا إلى إستخدام مليشيا أجنحة أهل السنة والجماعة الصومالية ضد قوى الشباب الراديكالية والمتطرفة في محاولة يائسة لشق صف الشعب الصومالي المقاوم للعدوان الخارجي وعملائه .إن خدمة العملاء المحليين  للعدو أدت داخل إثيوبيا نفسها فوق الخسائر المادية إلى خسائر معنوية تتجلى في شكوك شعوبنا بقدراتهاالثورية حيث تسرب اليأس إلى نفوسها عبر فترة زمنية طويلة مما جعلها تتهرب بأغلبيتها من مجابهة الخطر الذي سوف ينتهي بها لاسمح الله  إلى التشتت والتشرد من أراضيها إذا لم تنهض في الوقت المناسب  وقبل فوات الأوان  لكي لا تتكرر كارثة فلسطين  في القرن الأفريقي .

وفيما يناضل جزء من الشعب الصومالي في الجنوب وفي أوغادين ضد العدوان والأحتلال نرى أجزاءا أخرى من نفس الشعب في الوسط – بنتلاند- والشمال تقف مكتوف الأيدي تتفرج وكأن الأمر لايهمها ، فيما نتخبط نحن ألأورمو في أزمة نفسية وفكرية وتنظيمية خانقة  تتطاحن فيها القابليات والقناعات المتناقضة دون أن نفهم ما فعلنا بأنفسنا وما فعل بنا تاريخنا. وكما هو معلوم تعرض جزء كبير من شعبنا إلى غسل الدماغ والعبودية على أيدي القوى الحبشية الأكثر همجية ووحشية من الأستعمار الأوروبي ولم يستطع أن يستعيد إحترامه لنفسه بعد. فإن التاريخ لايرحمنا أبدا بما لنا من دور فيما حصل  ولازال يحصل . وبعبارة أخرى يمكن القول إننا نستحق ما نحن  فيه . لأن التاريخ  لا يظلم إلا من ظلم نفسه .

وكم نزلت بنا الكوارث فلم نشعربها أو إستسلمنا لها لأن إرادتنا كانت في أغلب الأحوال مشلولة ووعينا كان غائبا  من بين الأسباب الأخرى بسبب الميول الفردية والنزعات المتناقضة بحيث نضبت منابع الأبداع والنشاط الحيوي فينا. ويقول علماء التاريخ النكبات لا توجد أصلا إذا لم يكن المصابون قد حققوا درجة معينة من الفهم والشعور بالظلم والنقمة الأجابيية  على الأحو ال

إن المتتبع لتاريخ الأمم والحضارات ليلاحظ أن نشوءها وتقدمها منوطان بما يكتنف فئاتها القيادية الثورية  من الصعوبات والشدائد وبما تفرزها هذه من الحوافز وقوى الأبداع لمواجهة التحدي . هذه الفئة يجب أن يكون قد حققت  في سلوكها في سياق العمل المتواصل  المزايا التي تسعى لتحقيقها في المجتمع . والذي يعمل عن شهوة  لا عن إيمان ووعي لا يستطيع أن يكون مثلا حيا لغيره مهما كان ذكاءه  ومعرفته الأكاديمية . هذا الكلام ليس مني فحسب وإنماأيضا ملاحظة كبار المفكرين في الشأ ن الأنساني عبر العصور. والسؤال هو هل تستطيع ا لشعوب المقهورة  في إثيوبيا أن تفرز القيادات الثورية الحقيقية المنتخبة من المناضلين  القادرة التغلب على ا لمناورات الأستعمار ية وعملائه المحليين  الهادفة إلى تحييدها أ وتشتيتها وإضعافها من الداخل؟ ألرد على هذا السؤال  يحتاج إلى أ ن نزن أنفسنا بميزان العمل الجاد والمثل العليا. وكم منا من يعيش ليس فقط تحت وطأة  الضمير الحي  وإنما أيضا في عطاء الصفاء النفسي وراحة البال في خدمة الفضايا الكبرى بفرح  ؟ ونحن نستقبل شهر رمضان الكريم فلنتساءل  ألسنا بحاجة  ماسة إلى نوع  خاص من التصوف – لاتصوف زهد وإعراض، بل تصوف إقبال وإقدام كما قال أحد المفكرين العرب؟.

Leave a Reply