حرية الصحافة في اثيوبيا حلم من احلام اليقظة

ابواق الدعاية في اثيوبيا لا زالت تردد اصطواناتها عن حرية الصحافة

وقد خلف حكام اثيوبيا اليوم في بداية عهدهم انطباعا قويا لدى كثير من الاساط الدولية حيث اعتبروا من النخبة الاقريقية الجديدة. وكانوا يتقننون التمثيلبة بلغتهم واسلوبهم الديبلومااسي اللبق الجديد  على لرغم  من رفضهم منذ البداية التعامل مع قوى المعارضة الحقيقية وقمعهم  بعد فترة قصيرة


للتظاهرات السلمية ومحاربتهم لر جال الدين وخاصة الاسلامي  ناهيك عن مطاردتهم لعناصر ثورية من القوميات الغير حبشة. ولم يدم  الانطباع ا لقوي عن النخبة الجديدة طويلاحتى لدى الجهات الدولية التي ينفذ النظام الاثيوبي سياساتها في القرن الافريقي . وقد اذهلت شراسة الحرب الدموية المفاجة مع الجارة ارتريا العالم باكمله ولا يعرف العالم حتى هذه اللحظة الاسباب الحقيقية لتلك الحرب. وماالتدخل العسكري في  الصومال  الا حلقة  في سلسلة من المغامرات التي لم تنته بعد….

لم يكن في عهد الامبراطور هيلى  سلاسي  ولا في عهد منجستو هيلى ماريم مجال للحرية الصحافية في اثيوبيا باي شكل من الاشكال في حين ان سقف الحرية الصحافية في عديد من الدول الافريقية كان ولا يزال مرتفعا بدرجة متفاوتة. وكان هذ التخلف عن الركب من بين  الاسباب التي ادت الى بروز الحركة الطلابية  كقوة سياسية في غياب الاحزاب وسقوط النظام البطريركي الاقطاعي . ورغم ان ا لقا عدة الاقتصادية لذلك النظام قدانتهت لا تزال العقلية الاقطاعية تتحكم عل لاوضاع السياسية في الوقت الحاضر ايضا رغم  اسطونات  الدعاية المتواصلة لاثبات العكس. وقد وعدت جماعة ملس زناوي في البداية مباشرة بعد ان مكنها مؤتمر لندن من الوصول الى السلطة اطلاق  الحريات الصحافية. .وقد شاهدت شخصيا هذه التطورات  عن قرب  وكنت مع الاسف مشاركا فيها ولو من بعيد لفترة قصيرة بسبب انخداعي بدعاية ما يسمى بالجبهة الثورية الديمقراطية التي لم تكن  الا غطاءا ثقيلا تتستر وراءه جبهة تحرير شعب تجراى والتي هي بدورها ما هي اساسا الا جهاز عسكري تجراوي  بالدرجة لاؤلى.

ظهرت بالفعل في مدة قصيرة سبعة صحف شبه مستقلة لاول مرة في تارريخ اثيوبيا. والخدعة الكبيرة في العملية كلها تكمن في كون الحكومة كانت قد تحققت الى حد كبير من الدوافع والخلفيات السياسية لاصحاب معظم تلك الصحف قبل السماح لهم ممارسة العمل الصحفي.ورغم ذلك كانت تراقبهم  مباشرة وتتقاسم معهم الدخول على شكل عقوبات روتينية با السجن خاصة لمحرري الصحف كانت تحولها الى عقوبات مالية بسبب ما كانت تسميه باانتهاك قوانين الصحاقة . المهارة في الخدعة والدسائس السياسية تعامل مثل الحكمة او العقلانية لدى حكام الحبشة.

وانتهت هذه اللعبة فجاءة عندما بدءت بعض الصحف مع مرور الوقت تعبر عن تيارات سياسية فعلية تعار ض   السيطرة السياسية  والعسكرية لقومية واحدة تمثل الاقلية . وما ان اعلنت الحكومة اغلاق تلك الصحف حتى تحول كثير من اصحابهاالى التجارة او غادرواالبلاد. هذه هي قصة حرية الصحافة في اثيوبيا اليوم باختصار.ومع ذلك هناك جهات مستفيدة من الوضع بطريقة او اخرى تردد الشعارات الجوفاء عن وجود قدرمن حرية الصحافة

واقع الحال ان هناك ما لم تستطع  عقلية الدسائس السياسية الحبشية للفئة الحاكمة التغلب عليه بالكامل  حتى هذه  للحظة:الفضائيات التي افلتت من الرقيب مما جعل العمل الصحفي وخاصة الورقي اقل اهمية بفضل التكنولوجا الحديثة. ولكن مازالت ا لطغمة العسكرية  في اديس ابابا تحاول حل المعضلة باالتوجه الى  الصين لقمع الحريات الصحفية ايضا في عصر الفضائيات..

والغريب في الامرهو ان الولايات المتحدة الامريكية الدولة الديمقراطية الاقوى في العا لم تنظر الى التوجه الاثيوبي  بعين العطف. هذه المفارقة هي واحدة فقط من عديد من  المفارقات في السياسة الامريكية التي يجب على  الرئيس  بارااك اوباما ان يتغلب عليها اذا كان  لجائزة نوبل التي استلمها قبل ايام اي معنى. وربما ستطل هذه المفارقات الى قيام  الساعة اذا كانت  هناك ديمومة لعالم تتحكم عليه مصالح الاقوياء. ..   .    .

Leave a Reply