تضييع الفرص التاريخية الثمينة للتغيير فى اثيوبيا من وقت لاخر

هل التاريخ يعيد نفسه في حالات استثنائية ؟

فيما تحدثها الايام من تغييرات سياسية في هذه الامبراطورية منذ قيامها واتخاذها شكلها النهائي في سيياق الزحف الكلونيالي خاصة في القرن التاسع عشرحتى يومنا هذ حيث تم تغميدها جمهورية فدرالية هنا ك نمازج تتتكرركما لو انهااصبحت من القضاء والقدر. النموزج الاول نموزج نسمع منه على الدوام اصوات التطبيل للحكام بغض النظر عن اتجاهاتهم و اختلاف اساليبهم. وهذ التيار ليس هو بالضرورة من المستفيدين وحدهم بل يشمل قطاعا كبيرا من الناس الذين لم يتحرروا من الشعوزة والاساطير القديمة خاصة من اهالي المرتفعات الشمالية. وفي تلك الشعوزة والاساطير اندرجت لهجة النغم و الاغاني الحربية القديمة الحبشية الق تشمئز من سماعها اذان الناس من القوميات المضطهدة وخاصةا لمسلمين كما اندرج الشعر والزجل الحبشي المتميز بالمديح السقيم للرزانة والتعقل والحصافة المنسوبة  الى الحكام . تحرك هذ التيارذكريات الماضي اكثرمن واقع الحاضر او امل الغد. بالنسبة له عهد الامبراطور منيلك افضل من عهد الامبراطور هيلي سلاسي وعهد منجستوالدموي افضل من عهدملس وعهد الامبراطور ازانا الاسطوري في الماضي السحيق افضل بالطبع من جميع العهود مشتملة. وقد عرف ملس زناوي  ” الماركسي السابق” استخدام هذه العقلية بمهارة لدى زحف دباباته الى مقديشو.

والتيار الثاني يتمثل ايضا بقطاع كبير من الناس خاصة بين ا لقوميات المضطهدة والمسلمين وهو تيار متشا ئم يميل الى انكار التغييرات . وما من شيئ ايجابي يحدث من التغييرات وان كانت محدودة يستحق التقيييم الجدي والمشاركة الايجابية سواء من التحولات التي ادت الى نهاية العهد الاقطاعي او تقلص هيمنة الكنيسة السياسية والتحسن في مجالات التعليم والخدمات الصحية.

والحقيقة ان العقليتين وجهان لعملة واحدة يجمعهما رفض الواقع وحركة التاريخ مما وضع الاقلية من القوى الثورية ا لناشئة امام تحديات جيسيمة ادت الى كثير من التمزق والتبعثر الذى ساعد الانظمة من اختراق صفوفها والقضاء عليها. مما ادى بدوره الى عزل التمردات الشعبية والقضاء عليهاا يضا. وهكذ اصبح تحالف المثقفين الانتهازيين والعسكرمع القوى الدولية التي تدعمه بشكل سافر سيد الموقف. وبذلك كله ضاعت فرص ثمينة عديدة للتغيير الجزري في جميع المجالات السياسيةوالاجتماعية

هذه الصورة ستبقى حتى تتم صياغة رؤية تنظيمية سياسية جديدة تمكن القوى السياسية الجادة على الخروج من المازق والحلقة المفرغة التي تدور فيها حتى هذه اللحظة. التفكير السائد لدى القوى ا  لسياسية التي تمثل القوميات المضطهدة داخل الامبراطورية هو ان الحل الوحيد يكمن في  تفكيك الامبراطورية واستبدالها بدول قوميات متساوية. هذ يعني تغيير الخارطة الاستعمارية الامر اللذي لايقبله ما يسمى با المجتمع الدولي الذي ماهو باالحقيقة الا الاقلية من ا لدول التي تمتلك حق الفيتوو وتديرشئون العالم وفق مصالحها الخاصة، ناهيك عن القوى الشوفنية الحشية التي تعتبر وحدةالامراطورية امرا مقدسا.

ولما كثر الحديث عن نشر الديمقراطية وقيم الحداثة واصبح الشعار الوحيد الذي لا ينافسه شعار اخر لما هب ودب خاصة بعد انتهاء العهد السوفيتي بدت تظهر من اي وقت مضى مزايا  الاستفادة بسرعة ممكنة من رفع هذ الشعار لدى جميع قوى وعناصر المعارضة الطفيلة الحبشية والغير حبشية الرئيسية داخل اثيوبيا وخارجها, و بلغ تعطشها ذروته لتجنيد دعم القوى الدولية لازاحة نظام ملس زناوي عن الحكم . ولكن هل هي بديل افضل ؟ ومهما كان الامر قد عملت رموز هذ الحكم حساباتها لكل ذلك منذ زمن طويل نسبيا حتى قبل وصولها الى الحكم ووضعت نفسها في خدمة القوى العالمية الرئيسية التي اوصلتها الى الحكم اساسا. وها هو شيخ اللعبة ملس زناوي ما زال يتغنى بشعارات العولمة والديمقراطية بمناسبة او دون مناسبة بل يعطينا انطباعا بانه يملك الثقة بنفسه حيث نسمع عنه في بعض  ا لاحيان صوت التحدي لاسياده بسبب ملاحظاتهم الجانبية البسيطة حول بعض تصرفاته المحرجة. وهناك كما العادة دائما تعتيم رسمي شبه كامل دوليا على ممارساته التي تتنافى مع ابسط حقوق الانسان وقيم الديمقراطية. قد تكون اللعبة والاذدواجية في المقاييس  في السيا سة الدلولية واضحة وضوح الشمس ولكن المفتون بالشعوزة والتشائم سوف يستمر كا العادة في منامه حتى تنزل  كارثة افظع من جميع الكوارث التي مرت بها اثيوبيا حتى الان وربما يندم بعد فوات الاوان.

Leave a Reply